هل يموت الموج
أم أنّه في احتضانه للسّواحل يغمره النّعاس
فينام كطفل ما زالت غزالة روحه تركض في فضاء عينيه
تسعون عاما أو يزيد
وأنا أخبّئ الأحلام في جراري
وما ملّ في غموض المرايا انتظاري
تسعون عاما وأظفار الماء
تخدش آثارنا على الرّمل
والبحر مختصر في دمعة في عيوني
وما اتّحدت أقدامنا في الظّلال
وطني جبينك
أم أنّني قد قرأت المحال
فافترشي لنا العشب الطريّ
هو القلب أضناه الحنين
وشقّق أقدامه الترحال
مرّت سنة أو ربّما مرّت سنون
ومريم تولد مع خفقة القلب
تولد تحت سقف الرّجاء
في لغة الضّياء
وفي اشتعالات الحنين
وتركض في يقظة أرواحنا
كما الأنهار في جسد المحال
تلبس شالا من براعم اللّيمون
ومعطفا من أزهار البرتقال
هي ارتعاشات القلب الخفيّة
ووردة الحبّ النديّة
ومريم فكرة توغل في الغموض
والأسماء واضحة
وجع المسافة بين موج البحر ورمل الشواطئ
وجع الحنين في مساحات الأرق
لغة يسكنها البكاء في اتّساعات الحدق
أناقة الآلام
ورقصة الحزن في مسامات الشّفق
ومريم معطف الوقت الّذي يستر ألم الذّاكرة
هي الحقيقة الحائرة
الشّارع الأخير في شغاف القلب
تعبرنا مثل سحابة عابرة
ومريم الصّدفة المستحيلة
و في انتظارها
جفّت في زوايا القلب واحة الأيّام
حامل وجع الطفولة
وقد كبرنا ألف عام
ومريم تجمع في وجهها بؤس المسافة
تختصر البحر في دمعة من عينها
ونجمع في جيوبها الآلام
ومريم تمثال من الرّخام
جفّ في برودة نبضه همس الكلام
تنام على رصيف مزركش الأحلام
تغفو متعبة
يزورها الغروب في المنام
يزورها البحر
تصحو مبلّلة ويسرقها الغمام
ومريم ......
حلم نعيشه كلّ يوم
لم ينتهِ
من يقظتنا بعد
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق