أجمل الأسماء مريم... أمّي... حقيقة نعيشها كلّ يوم... ~~~ أجمل الأسماء مريم... أمّي... حقيقة نعيشها كلّ يوم... ~~~ أجمل الأسماء مريم... أمّي... حقيقة نعيشها كلّ يوم...

الأحد، 17 أكتوبر 2010

مراثي الزمن الخراب واشياء اخرى


هي امرأة سراب حزنها اهدأ من صلاة الصبح ودمعها امر من وجع الترمّل  
 منذورة للدمع والريحان ترفع للرياح ضريحها وتسكن في
الليالي البيض طائرها الحزين


نزيف الفنجان
1


المقهى ليس بعيدا
          كانا يسيران كل يحمل  وهمه .... والطريق يزف خطواتهما .... كان يسبقها  بخطوتبن وكانت تسبقه بدمعتين........  حثت خطوتها  لتمسك بيده.......  ترك يدها .......... ووسع خطوته ............ 
    توقفت  مسحت دمعتها وتبعته معلقة ايامها  على ضعفها   ربما  هو يداري  خجله من ان  يراهما احد  ربما يخاف  عليها  ربما هو محتشم  زاهد في الحب
كانت تبرر تصرفاته الخشنة فتسامحه او هكذا كلنت تسمي ضعفها
        دخل الى المقهى وهي تتبعه  جلس في الركن البعيد معزولا عن الاخرين  ربما يريد ان يقول لها كلاما لا يشاركها احد فيه  ربما لا يريد ان تراها غير عيناه ربما  هو قلق من الاتي ولكنها تهمس  له وهي تشعل قلبها  لتراه حلم ر بيعها العشرين  وفارسها الوحيد في الغرام
 احبك  هل تحبني ؟
مثل طفلة النعناع كانت تحمل رسائل قلبها  اغنية في الماء الزلال  ولكن شيخ القبيلة لا يجيب فكيف يشفه الهوى وكيف يداهمه الغرام
   جاء النادل  فيطلب فنجانا واحدا من القهوة
 تقول له وانت  يقول بهدوء يكفينا فنجان واحد
يضعه النادل بينهما  يرتشف منه اولا ومن ثم يتركها كي تتذوقه  تحدث نفسها لعله يحب ان تتلمس شفاهه على الفنجان وان يتلمس شفاهها ايضا ويغيبان في وضح النهار في دنيا من القبل   تأخذها الفكرة فتحلم  لعلنا يأخذنا الوقت طويلا قبل ان ينتهي الفنجان
ويأخذها الحلم  قد تبرد القهوة ونطلب فنجانا آخر وآخر  ويمضي اليوم وبعد الغد والايام  ونحن نحتسي القهوة  في فنجان واحد
هو فدم لها القهوة فقدمت له الوفاء  أخذت رشفة واعادت الفنجان كي يتحلل من سخونته  وهي تحدق في عينيه حالمة ان يهمس في اذنها عن ثوب العرس وعن الاحتفال وعن الحضور وعن بيت تبني  الغزالة فيه لابنائها عشا من القش تزينه بحديقة من الاس والنرجس وتظللهم بالياسمين
وترحل في الرؤيا تحلم بموكب العرس والثوب الابيض فتكون مثل عروس البحيرات فاردة ثوبها  فوق حقل من النرجس والنسوة يشعلن الزغايد والبنات الصغاريلبسن ثيابا بيضاء  يمسكن شموعا يتقدمن موكب الزفاف
تصحو  من حلمها  وقد شرب القهوة مرة واحدة  وقد نهض واقفا  وقال  ادفعي تمن الفنجان لست احمل نقودا وغادر
غادرت وحيدة  تحتضن احلامها الصغيرات  وعادت وهي تنزف اوراقها في الطريق 
دحلت البيت كان اطفالها الصغار اللذين ما ارضعتهم بعد  يلعبون على صدرها  المترع بالوهم ويهمسون لها حكايات عن سر التكوين
لمتهم في حضنها واخذت تحكي لهم حكاية ليلى والذئب حتى نامت في اهدابهم حكايتها
وبقيت الغزالة  ترتب اثواب الطفولة والاحلام  وهي تغني وتدق نواقيس الورد في تفاصيل الحكايات الحزينة 
وتقف بين خيبة روحها والدمع تدفن راسها تحت الجناح كطائر البجع الحزين اذا ما  داهمه المغيب
 ربما  كذب عليها الصدق فصدقت قلبها فخانتها الجهات  فكيف تنهض من حلمها المقتول كما يقتضي الكبرياء



دموع الفنجان

2
 علمتها شرب القهوة  وعلمتني قراءة الفنجان نشربها خلسة عن اعين الناس  ويفضحنا الكلام
ترشف رشفة  فتسقط حجارة صدرها انفاسا  على شواطئه وتشرد غزالة من حواف الروح على رمل الحكاية   وتركض هاربة من وحل الطريق واشواك الريح ترسم على الرمل كلاما لا تعرفه 
وحمامات من الهم  تحط على بابك  تنقر حبات القلب وتطير اذا ما اقترب الليل تبني اعشاشا في البرية وتبيض افراخا من الحزن
يا سيدة فنجانك توغل فيه العتمة  هل نرجه ثانية  ام نقرا من تفاصيله السواد
 هنا شالك الاسود  ترميه الريح و وجهك شاحب امام العمر وعيناك يكحلها  السهر الابدي بلون العتمة   والنسوة يلبسن ثياب حداد يوم زفافك  والاطفال يمطرون الموكب حجارة  سوداء

هل اكمل سيدتي

غافلتني وسرقت الفنجان  وقالت يا سيد اقلب الفنجان لتصفو ملامحنا ونفتح باب البحرلعلنا نقطف مطرا  او نهرا يغسل الوجع العالق فينا ويرسم   خطوطا زاهية حول  الفنجان 

فتحنا الشرفة كان البحر امامنا مثل الغيم  فكيف يتساقط دمع الحكاية ثلجا وهل يتحلل الثلج من لونه ليأخذ لون القهوة
وهل لعروس هندية ان تلبس ثوبا ابيض وتحوم حول قداسة النار 
ارى ياسيدتي  فسحة  بيضاء هو ثوب زفافك  و بقعة من الورد او الدم تتفشى فيه  يصير البياض بلون الدم او الورد  وحمامات بيضاء اراها تخرج من عنق الثوب  بيضاء تحوم حوللك  وانت تحاولين امساكها  فتهرب بعيدا وتعود اليك تطعمينها الحب وتجهزي لها سريرك لتنام عليه وانت تفترشين الارض  تنامين عليها وحين تغافلك الريح تهربين تاركة آثار الجسد المتعب على الرمل

اتسلق خطوط الفنجان  واعبر ذاكرة النزيف والوردة الحمراء  تصير شرنقة وتنبت  سوسنة سوداء شاحبة
ياسيدة لك ذاكرة ادمنت الدمع ومضغ الحزن  فمن اي عمر تريدين ان امسك بك  وقد نهضت من قبرك الذكريات والقصص الحزينة وثياب المدرسة وبراءة القبلة الاولى والوعد والعهد والاطفال الذين غافلوك وأنت في زحمة اليأس فكانو الجدا ر الذي اسندت عليه ايامك التي تشققت امام ناظريك
  واحببنهم حين كرهت الليالي والايام والسنين والدقائق  التي انحلّت على عمرك المنهوب وجعا  والناس الذين  علمونا كيف نكبروكيف نحب وحين كبرنا  تركونا وحطامنا مستوحش بين اياديهم
ياسيدة فنجانك   ينزف فكيف انتقل اليه الوجع  ام انه نادى عللى اوجاعه  لتكتمل الحكاية

ارى طائرا لروحك يحلق على حافة الفنجان هذا جناحه انظري يحلم ان تطال جناحه رعشة الماء
 ولكن ريش طفولتك يسقط في الماء يبلله هياج الماء

هل نكمل سيدتي

 ارى  راهبة القمح تومىء لصغارها فيأتون رفوفا و فرادى  ترش في فضائهم الحب والهديل وتغسل بماء البحر دمع العين العذب وتعيد النرجسات الى اياديهم حين اصطفاها الموت
هل تبكي سيدتي  بوح الفنجان لاني لم استطع ان ابجل فيها الحطام  وان اقدس السراب حيث كان يقتلها الظمأ
قالت :- وهي تمسح دمعتيها  يا سيد  هل نمسح وجع الفنخان باغنية تخرجنا من  تفاصيل الحكاية ونمضى الى حلم الورد

  قلت:- سيدتي  هكذا يقتضي الكبرياء 



شرفة
3




كيف نشرب القهوة  في حضرة الماء ؟
 ومن منا  يعيد  للفنجان  سخونته  بعد  ما  سقطت  فيه  البرودة ؟
وهل نقرأ في خطوط الفنجان غير الخراب وعصافير من تعب ادمنت الرحيل في مداراتها الحزينة ؟
اعمارنا مسكونة بوجع الّتيه  والفوضى نرتبها محارم من القطن الفاخر ليكون لامتدادات النزيف  بهاءها  ولمسسة ناعمة على جرح ايامنا
فكيف نلون فضائنا  ولم نرى  منه غير اشتعالات الجراح ؟
هل كنا دخانا   ام اننا البسنا فجيعتنا اثواب الحداد  ورسمنا وجوهنا  وردة ينزّ من مفاصلها دم الحكاية  ثم نرميها  في بريد الزمان  وقد خانتنا الجهات
كنا التقينا بين دمعتين  وقد ارهقنا الحلم المتعب  فزيّنا جنازة وقتنا بالورد  وعطر المسرّات التي لا تجيء
هو النزيف يعانق نزيفا  والمغنون يرشون على شقوق جنازتنا الماء فهل نلون الدّم بلون الماء ليكون لنا ما يكون للطير وهو يرشق جناحيه بصفحة الماء  ام نصير مع الوقت ماءا يسافر في تفاصيل البلاد نهرا اوغماما  او ندى يقبل وجه الحقول
 فمن منا يحمل المنفى من وجه الاخر ومن منا يقرع باب الموت  وكيف يكون لجثّتنا احتفالات يغمرها الكبرياء
نرفع بهدوء قبرنا منتظرين من سيأخذه  والمدعوين لبسوا ملابس تليق بجنازة وقتنا  وليس من احد يذرف الدمع علينا  الا دمنا الساكن في وجه الورد المنثور على قبرنا
هو الموت  يلبسنا ثياب الحداد  ولا يوزع الا مناديل الحداد كي نجفف دمعنا على عمرنا المنهوب من بين ايدينا والقهوة نوزعها مرة بطعم االحنظل  في مآتمنا
بصمت ننعي الابعاد  فلا عالم يرث وجوهنا وصوتنا المحموم  ولا نسمع قرب سريرنا غير كفن ينبض نواحا علينا
يا امرأة تمنحني الورد صراخا يترقرق مثل الماء على فصول ايامي  هل كنت اهذي ام انه البوح انساني الدرب فترجلت عن صهوة الهم وأدخلني في درب الاحزان الملقى على صباك
 ام كان نشيدا لا تنشده الا جوقة القتلى
هنا وردة  هنا مقصلة ودمنا الان عصافير من تعب تطير بين فضاءات الرحيق ورمل الشاطيء والشرفة وبين الفوانيس المطفئة وضوء النهار
بين سكين القاتل وعنق القتيل
وبين الصحاري وبين ما تلد في السر حبات الحقول
فهل كنا القاتل والمقتول
هوالبحريمسح خطانا  على الرمل والليل يدوس احلامنا الذابلات  فنمضي الى شرفة الوهم منكسرين يقودنا الدمع ووجع الناي وذاكرة ادمنت التوحد في الفراغ
نتراجع كي تسندنا الظلمات ولا شيء – سوى الريح وحبات من الثلج على القلب –  وحزن حجمه العمر  فمن يلملم هذا الحطام  ويوقف نزيف الضوء من اعمارنا
كانت المصابيح البعيدة  ترتجف في شهقة عيوننا  فنغمضهما  كي لا ترى انطفاء احلامنا امام ناظرينا  ام ان احتضاننا للموت يأتي بحلم جديد 
فهل يصبح ماء  البحرعذبا  كيما نغسل فجيعتنا وغربة عالقة فينا   ونشعل قناديلنا المطفأة  وهل نتلمس احلامنا فنلم ما اقتنصت الايام من عمرنا
 فننهض كما يقتضي الكبرياء









 الفكرة
4


               الشاطيء يرتعش بهدوء كارتعاشات اطرافنا   يهمزه النسيم المرتمي على وجه الماء  ويسحبه الى الشاطيء نغما رقيقا يتخلل مفاصل السكون  والغروب يحتضن الشفق  برفق ويوزع احلاما  على من يفترشون الرمل 
كان وجهها للبحر تحدق في الافق  وانا احدق لصورة البحر في التماع عينيها  فمن يسحب الاخر من صمته  ومن اي عمر تريد هذه المرأة ان تمسك بي
ارتب الكلام  تخونني  الفكرة  يسقط على الرمل المه  وانثره في فضاء الحكاية
كنت اقرأ حيرتها .... ارتباكها  و زرقة الايام على شفتيها
هي تدري بأنا ضائعان معا .....وليس في يدنا ان نطير وليس في ايادينا المطر
كنت اراها غزالة هاربة في الرمال وقد اثقل الطين اقدامها  ولم تترك ظلالا على الارض
 وتنسج ذكرياتها خيوطا من  الوجع  تتنفسه دمعا والدم ينزف  باحثا عن لونه بين اشتعالات الورود فهل خانها الوقت والامنيات  حتى يكون لحلم الفراشة الحريق
ام ان الطرقات التي كانت تراها بوابة لحلم الورد  كانت شركا وكيدا وقيدا
وكيف كانت تخض نار حزنها  في ثياب الريح   هل كان وهما ام انه الحلم الجريح
الشاطيء مرتعش والمدى مسكون بالحكايات  ومرة اخرى الم  الكلام  من جهة فيفلت من جهة اخرى
ادركت ارتباكي نظرت الي وابتسمت والتماع عينيها لم يكن وهجا  بل بداية للدموع  هل يبكيها الفرح ام انها  تدخل سفر الرؤيا فلا تبصر الا الحزن ومرافيء ادمنت لحظات الوداع
هل تشرب القهوة 
قالت انا احبها مرة  وانت
قلت سيدتي هذا يذكرني ببيوت العزاء
قالت القهوة  تفتح سر الفكرة والاشياء
قلت هل نشرب القهوة في حضرة الماء
قالت  عندما نشم رائحة الصبح يحدونا الامل  ويسكننا الضياء
قلت هل نلمس احلامنا
بكت  بكيت واختلط الدمع بالدمع والكلام يتشقق فوق شفاهنا نحيبا خشنا والذكريات تمر سريعا كحد المقصلة والغزالة تجفل  من صحب الدمع فتهرب الى عالم لا يأتيها فيه بريد الزمان  

يا امرأة دعيني المك من تفاصيل البلاد  وارسم وجهك كما انت  صبحا   ووردة لا يغتابها الذبول
فهل تسمح سيدتي ان امسح اهدابها بسيف الياسمين وعطر الندى وما تيسر من اناشيد الصباح واغطي ما افاق من الورد قبيل الصبح حتى لا يداهمه الصقيع
 قالت وتعثر في جوفها الكلام كنت ارى تعثرها امام بقايا الاغاني التي لم تمت في جوفها وسارت الى شرفة الحلم    كما يقتضي الكبرياء







ليست هناك تعليقات:

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...
Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...