لماذا التقينا على مفارق الطـرقات
نستجدي في ضيق الزّمان المواعيد
كأنّا وصلنا بعد انتهاء الفصول
و بعد ألف عام في رحلة العذاب
وكنـّا على جمر المواجـع نحـبو
نخيط ثوب المحبّة في مغزل الشّوق
ونرسم في رؤانا أحلامنا العذراء
لكأنّما استعذب الوقت فينا الغياب
لماذا التقينا على مفارق الطرقات
نبحث عن وجوه تاهت عن أعمارنا
وما مرّت ملامحنا في صحوة الأساطير
وما حفظ الرّمل خطانا في ذاكرة التراب
هي الشواطئ تعود إلى وهمها
والبحر يدوس أحلامنا
يمحو آثارنا على الرّمل
والقادمون من يقظة الشّوق
يمحو وجوههم السّراب
مسافرين ما ملّوا الرّحيل
والحكايات الحزينة تحيي غربة اللّحظات فينا
وتحبس صراخ الفجيعة في سمائنا المنهار
مواني يوجعها الوداع
وأرصفة أدمنت الانتظار
وذئاب القهر تستيقظ بين الكلمات
تستبيح ذاكرتي
والحلم المذعور
يختبئ مرتعشا خلف حجارة صدري
والعشب الأخضر يصفّر كشحوب الأيّام
واللّحظات تجفّ في عروقها الأسماء
فمن يمسح من جفوننا شوك الحقيقة
يحتلّني وجعي
تهرب الأيّام مخلّفة ملح الذّاكرة
قودي خطاي إلى الطريق
واكتبينا نقشا على الشجر العتيق
لعلّها على الدّرب تخرج الرّوح من مضائق
حزنها
لا رادع للموت
إلاّ إشفاقة عينيك على روح بلّلها الخوف
فاتركيني أنحلّ في شهقة في صدرك
انفخي في وقتنا ذاكرة النّهر
انسجي لنا مطرا
حياة
وطنا
ولا تتركي رؤانا يغافلها في خيبة الظنّ الضّباب
~يوسف احبالي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق